معهد الشرق الأوسط لدراسات الإعلام والسياسة

8 أدوات للذكاء الاصطناعي للصحفيين المستقلين

0 333

في مشهد صحفي دائم التطور، ظهر الذكاء الاصطناعي كحليف واعد للإبداع والكفاءة والسرد القصصي. فبداية من أتمتة المهام العادية مثل تحليل الضرائب ووصولًا إلى استكشاف مجموعات البيانات وحتى المساعدة في عملية إنتاج الأفكار، يُمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الإنتاجية وتوفير الطاقة الثمينة للتركيز على الأعمال الجوهرية.

وقالت الصحفية المستقلة المقيمة في المملكة المتحدة والمؤسسة المشاركة لجمعية الصحفيين المستقلين، لورا أوليفر: “بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يوفر لي الوقت أو المال أو الجهد”.

ويرى الصحفي المتخصص بالبيانات والمُحاضر في كلية فيليب ميريل للصحافة في جامعة ماريلاند، ديريك ويليس، أنّه يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُثبت أنّه مُغير حقيقي لقواعد اللعبة خاصة للصحفيين المستقلين، موضحًا “بإمكانه أن يكون مفيدًا للغاية في توليد الأسئلة والأفكار الأولية عن موضوع قد لا يكون الصحفي خبيرًا فيه، مما يُسهل من مواكبة الأحداث وتوليد الموارد”.

وقد تمتلك بعض أدوات الذكاء الاصطناعي القدرة أيضًا على تحرير المهام أو إعادة صياغة الجمل أو اقتراح البدائل. وقال ويليس: “بإمكان Large Language Models بناء لغة تبدو وكأنها ستُنشر في مؤسسة إخبارية معينة – أو نوع محدد – مما يُمكنه مساعدة الصحفيين المستقلين على فهم نوع الأسلوب والمضمون اللذين بإمكانهما أن يتناسبا مع مؤسسة أو تكليف بعينه”.

وأشارت الزميلة السابقة في Google News Lab Teachingمن إيطاليا والصحفية التي تتمتع بخبرة واسعة في تدريب الزملاء على الأدوات الرقمية، باربرا داميكو، إلى أنّ تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أصبحت شائعة بالفعل، موضحة أنّ “جميع الأدوات المستندة إلى السحابة التي نستخدمها لإعداد التقارير والكتابة والبحث وتدقيق المعلومات تكون مبنية على الذكاء الاصطناعي. ويواجه الصحفيون الآن فجوة في المعرفة وإمكانية الوصول، خاصة في حالة محركات البحث التخاطبية مثل Bard التابع لجوجل أو ChatGPT”. وقارنت داميكو هاتين الأداتين بسيارة فيراري القوية: “تمتلكان إمكانات هائلة، ولكن هذه الإمكانات معروضة اليوم بشكل أساسي لأولئك الذين يعرفون كيفية قيادة سيارة فيراري”.

وترى أوليفر أنّ فهم أحدث الممارسات والاعتبارات الأخلاقية هو أمر مهم لضمان الاستخدام المسؤول والفعّال للذكاء الاصطناعي، مؤمنةً بأنّه لا بديل للمُدخلات الشخصية: “يجب أن تأتي فكرة القصة و”لماذا أنا” من الصحفي نفسه”.

وفي وقتنا الحالي، تعمل الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام حتى الآن كتكملة للخبرة الفريدة من نوعها التي ينبغي على الصحفيين إضافتها إلى أعمالهم. ولمساعدة الصحفيين المستقلين على تسخير هذه القوة، نُقدم إليكم قائمة بأدوات الذكاء الاصطناعي بناء على توصيات الخبراء:

أدوات الترجمة

وقالت أوليفر: “أثبتت أدوات الترجمة، مثل Google Translate وDeepL، أنّها مفيدة بصورة مذهلة عند البحث في القصص”. وعلى الرغم من أنّها لا تكون دقيقة طوال الوقت إلا أنّه بإمكان الترجمة القائمة على الذكاء الاصطناعي توفير الوقت والجهد في كثير من الحالات بينما تُساعد أيضًا في كسر حواجز اللغة والوصول إلى وجهات النظر المتنوعة وبناء الروابط وكشف القصص التي قد تظل في المقابل غير مروية بلغة معينة”.

وأضافت أوليفر: “أجريت محادثات أولّية مع مصادر باستخدام Google Translate وخاصيتها التي تُحول الصوت إلى نص، والتي أعتقد أنّها تستخدم التعلم الآلي وغيره من الذكاء الاصطناعي لوضع الترجمات في سياقها”.

أدوات نسخ النصوص

وتستخدم أوليفر أدوات نسخ النصوص مثل Otter لتبسيط عملها، موضحة “أستمر في كتابة ملاحظاتي وتحديد الأجزاء المهمة من المعلومات والاقتباسات، ولكنّها أداة عظيمة فيما يتعلق بمراجعة المقابلات الطويلة ومعرفة ما قد فاتك”. ومع ذلك، أثارت مثل هذه الأدوات في السابق مخاوف بشأن الخصوصية، مما يعني أنّه ينبغي على الصحفيين الحذر عند استخدامها لإجراء المقابلات الحساسة.

ويقترح ويليس استخدام Whisper الصادرة عن OpenAl، مشيرًا إلى أنّها “أداة ممتازة لنسخ النصوص استخدمتها في كل شيء بدءًا من المقابلات، كما أنّها تُقدم نتائج مبهرة في نسخ الأغاني وتحويلها إلى نصوص”. وعلى غرار Otter، يُحذر ويليس من استخدام الأداة في المقابلات الحساسة، مستكملًا “إنها أداة رائعة فيما يتعلق بالأمور العادية أو المقطع الصوتي العام”.

Pinpoint: أكثر من مجرد أداة لنسخ النصوص

ويزداد استخدام الصحفيين الاستقصائيين للذكاء الاصطناعي لتعزيز أعمالهم، وهناك أداة مهمة وهي Pinpoint الصادرة عن جوجل، وربما يكون العديد من الناس على دراية بنسختها المجانية التي تتضمن سعة تخزين تبلغ 100 جيجا بايت، ولكنها تمتلك استخدامات أخرى أيضًا. وقالت داميكو: “إنّها مستودع قائم على الذكاء الاصطناعي ومجانية بالكامل وتسمح لك بتحميل أنواع مختلفة من المستندات – بما في ذلك مقاطع الفيديو والصوتيات – وإنشاء مجموعة قابلة للبحث”.

كما أشارت أوليفر أيضًا إلى إمكانات الأداة بالنسبة للعمل الاستقصائي المستقل، مضيفة “أعتقد أنّ تعلم كيفية استخدام هذه الأدوات وتطوير المهارات في هذا المجال بإمكانه أن يسمح للصحفيين المستقلين بإجراء تحقيقات استقصائية جيدة بدون الحاجة إلى العمل داخل مؤسسة إخبارية أو امتلاك ميزانية ضخمة، ويتوقف الأمر على مدى إتاحة هذه المهارات والأدوات للصحفيين الأفراد حول العالم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.