معهد الشرق الأوسط لدراسات الإعلام والسياسة

هل تقوم فيسبوك بما يكفي لمحاربة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة؟

0 63

تعتبر المعلومات المضللة نقطة نقاش ضخمة عبر جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يختلف فيسبوك عن ذلك، لقد تحدثت المنصة كثيراً عن كيفية معالجتها للمشكلة وقد قامت المنصّة بإيقاف أكثر من مليار حساب مزيّف قرب نهاية عام 2020، لكن على الرغم من هذه الجهود، لا تزال المنصة تواجه مشكلة في المعلومات المضلّلة.

دفع هذا الكثير من الناس إلى التساؤل: هل يقوم فيسبوك حقاً بما يكفي للتعامل مع هذه المشكلة؟ في هذا المقال سنلقي نظرة على كل ما يفعله فيسبوك لمكافحة المعلومات المضلّلة، وما إذا كان بإمكانه فعل المزيد.

ما هي المعلومات المضللة؟

في البداية فإنّ المعلومات المضللة هي محتوى يتضمّن معلومات إمّا خاطئة أو غير دقيقة، ومع وجود المعلومات المضللة، يعتقد الناس أن ما يشاركونه صحيح من الناحية الواقعية، وفي معظم الأحيان لا يكون الناشر قد شارك معلومات مضللة أو خاطئة بقصد مباشر لخداع الآخرين.

على الرغم من أن المعلومات المضلّلة قد تبدو مفهوماً جديداً، إلا أنها ليست كذلك أبداً، في الواقع الكلمة موجودة منذ أكثر من 500 عام لكن المشكلة الآن هي أن المعلومات تنتشر بشكل أسرع وعلى نطاقٍ أوسع من ذي قبل.

كيف تنتشر المعلومات المضللة على الفيسبوك؟

في كثير من الأحيان تبدأ المعلومات المضللة في شبكات صغيرة مثل مجموعات أو منتديات على فيسبوك ويمكن أن يحصل هذا في مجموعات الأشخاص الذين يملكون اهتمامات مشتركة، كما يمكن أن يحصل في مجموعات الدردشة الجماعية أو عندما يرسل الأصدقاء مقالات إلى بعضهم البعض.

بعد التعرّض لذلك المحتوى المضلّل قد يختار بعض هؤلاء المستخدمين مشاركته داخل شبكاتهم الاجتماعية وقد يقوم شخص واحد من شبكته بالمثل وهكذا ممّا يؤدّي في النهاية إلى وصول المعلومات الخاطئة إلى شريحة كبيرة جداً من الناس.

ونظراً لأن المزيد من الأشخاص ينشرون ذلك المنشور أو المقالة ويتفاعلون معها تقوم خوارزميات فيسبوك بتعزيز ظهور ذلك المحتوى على صفحات المستخدمين الرئيسية، لذا فإن المعلومات المضللة قد تنتشر على نطاقٍ واسع حتى ولو كان الناشر لديه عدد قليل من المتابعين فذلك يعتبر عاملاً مساعداً وليس أساسياً في انتشار المعلومات المضللة.

ما الذي يفعله فيسبوك للتصدّي لانتشار المعلومات المضللة؟

قامت شركة فيسبوك بمحاولاتٍ عديدة لوقف انتشار المعلومات المضللة، فقد أعلنت الشركة بين أكتوبر وديسمبر 2020، أنها أزالت 1.3 مليار حساب مزيّف من المنصة ولتنفيذ ذلك الحذف الجماعي دعت المنصة أكثر من 35 ألف شخص للمساعدة.

في ذلك الوقت تقريباً بدأت الجهود المبذولة لإنشاء لقاح قابلاً للاستخدام الطارئ لفيروس كورونا تؤتي ثمارها ورافق هذه المحاولات والنتائج الكثير من المعلومات الخاطئة كذلك، بالإضافة إلى مليارات الحسابات التي أزالتها فيسبوك، أزالت الشركة 12 مليون قطعة محتوى تحتوي على معلومات خاطئة حول اللقاحات وقالت شركة التكنولوجيا العملاقة أيضاً بأنها وظّفت مدققي الحقائق في مواقع مختلفة حول العالم، إلى جانب ما سبق فرضت شركة فيسبوك قيوداً على السلوك الذي يُعتقد أنه مخادع وللقيام بذلك فقد أنشأت الشركة العديد من الأنظمة التي يمكنها التقاط هذا النوع من السلوكيات.

علاوةً على ذلك أطلقت فيسبوك حملات مختلفة بهدف زيادة الوعي حول المعلومات الكاذبة، فقد اقترحت إحدى مبادرات مكافحة المعلومات الكاذبة في يونيو 2020 أنه يجب على المستخدمين طرح الأسئلة التالية للمساعدة في تحديد ما إذا كانوا يتعاملون مع أخبار كاذبة أم لا:

  • من أين أتت القصة؟ وإذا لم يكن هناك مصدر، فهل بحثت عن مصدر؟
  • هل قرأت المقال كاملاً وليس العنوان فقط؟
  • كيف يجعلك هذا المحتوى تشعر؟ غالباً ما تتلاعب الأخبار الكاذبة بالمشاعر.

ثم استخدمت الحملة شعار «لا تشارك إن لم تكن متأكداً».

هل تقع المسؤولية كاملةً على الفيسبوك؟

قد يقول المرء بأن شركة فيسبوك يجب أن تتابع مسيرتها في محاربة المعلومات المضللة ففي النهاية هي صاحبة المنصة وعليها حل المشاكل الخاصّة بها أليس كذلك؟ هذا يبدو رائعاً من الناحية النظرية لكن يبدو الواقع أكثر تعقيداً.

قالت الشركة في إحدى تدويناتها التي تمت الإشارة إليها أعلاه:

بينما لا يمكن لأي شخص إزالة المعلومات الخاطئة من الإنترنت تماماً، فإننا نواصل استخدام الأبحاث والفرق والتقنيات لمعالجتها بأكثر الطرق شمولاً وفعالية.

بغض النظر عن مقدار ما يفعله فيسبوك، فإن الحقيقة هي أنه سيكون هناك دائماً شكل من أشكال المعلومات المضللة على الإنترنت، حيث لا يعتبر الاعتماد على إجراء أو جهد واحد بمفرده أمراً كافياً للقضاء على المشكلة حتى لو كانت الشركة المذكورة واحدة من أكبر الشركات في العالم.

ما الذي يمكن أن يفعله فيسبوك لمعالجة المعلومات المضللة؟

ينما فعل فيسبزك الكثير لمعالجة المعلومات الخاطئة، هناك دائماً مجال للتحسين إذ تشمل الطرق المحتملة التي يمكن لفيسبوك من خلالها معالجة المعلومات المضللة ما يلي:

إطلاق المبادرات المجتمعية

إن توظيف المزيد من الأشخاص لمعالجة المعلومات المضللة يعتبر أمراً جيداً، ولكن لإحداث تأثيرٍ أكبر، فإن إشراك المجتمع بأكمله قد يؤدّي إلى تغيير الكثير من الأشياء نحو الأفضل، وقد أطلقت منصّات اجتماعية أخرى مثل تويتر مبادرات تهدف إلى مكافحة هذه المشكلة إذ تسمح «Birdwatch»، على سبيل المثال للمستخدمين بتحديد المنشورات المضللة كما يمكنهم بعد ذلك إضافة ملاحظات لتحذير الآخرين.

المزيد من التعليم

بينما أطلق فيسبوك مبادرات للمساعدة في زيادة الوعي حول المعلومات المضللة، ربما لا يزال بإمكانه فعل المزيد، قد تكون إحدى الأفكار المحتملة أن تجري المنصة اختباراً تمهيدياً لجميع المستخدمين الجدد، قد يستغرق هذا بضع دقائق، لكنه قد يساعد المستخدمين في التقاط إشارات وجود المعلومات المضللة.

يمكن أيضاً مطالبة جميع المستخدمين الحاليين بإجراء الاختبار سيضمن القيام بذلك حصول الجميع على فهم أعمق لما يجب أن يبحثوا عنه وعلاوةً على ذلك قد يتم تشجيعهم أيضاً على التفكير بعناية أكبر قبل مشاركة أي شيء مضلل.

دور المستخدمين في محاربة المعلومات المضللة

لمعالجة المعلومات الخاطئة والمضللة، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا جميعاً، حيث نحتاج إلى التفكير قبل مشاركة المحتوى عبر الإنترنت وعدم الثقة في كل ما نقرأه، إذ يمكنك أخذ زمام المبادرة لمحاربة المعلومات المضللة بطرق مختلفة، بما في ذلك:

  • عدم التفاعل مع المنشورات التي تعلم مسبقاً بأنها تحوي على معلومات مضللة، لأن القيام بذلك يساعدها على اكتساب الزخم وزيادة تعزيزها ووصولها إلى عدد أكبر من المستخدمين.
  • تحديد حسابات الأشخاص الذين تعتقد أنهم يشاركون معلومات مضللة وإلغاء متابعتهم.
  • الإبلاغ عن المشاركات التي تحتوي على معلومات خاطئة، وكذلك عن المستخدمين والمجموعات التي تنشر تلك المعلومات.
  • مراجعة الحقائق بنفسك قبل مشاركة أي معلومة على منصّات التواصل الاجتماعي.

إلى جانب النقاط المذكورة أعلاه من الجيد أيضاً أن تحصل على أخبارك من مصادر موثوقة فقط، كما يمكنك أيضاً مشاركة كل ما تتعلّمه على شبكات التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي ومساعدة الآخرين على تحديد المعلومات الخاطئة وتفاديها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.