أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية ومقرها باريس، تقريرها السنوي العشرين الخاص بالتصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي يتزامن مع إحياء “اليوم العالمي لحرية الصحافة” الموافق 3 مايو/ أيار من كل عام.
ووفقا للتقرير فإن بعض الدول العربية حافظ على نفس ترتيب العام الماضي، بينما تراجعت أخرى، لأسباب توزعت ما بين قيود وممارسات تشريعية وتضييق على العمل الصحفي، والأهم القتل والتغييب القسري.
معايير التقييم
وقد استندت المنظمة في تقييمها إلى خمسة عوامل هي: السياق السياسي، الإطار القانوني، السياق الاقتصادي، السياق الاجتماعي والثقافي، ثم السلامة والأمن.
وبحسب مؤشر مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة، فإن العراق تذيل قائمة الدول العربية، حيث حل بالمركز 172 بعدما كان في المركز 163 العام الماضي.
تدهور في شمال إفريقيا
أشار التقرير الأخير للمنظمة إلى تراجع الحريات بشكل أساسي في دول شمال أفريقيا، وقال: ” لم يكن واقع الصحافة مقلقاً إلى هذا الحد في منطقة شمال إفريقيا (دون احتساب مصر)، حيث تشهد ثلاثة بلدان تدهوراً مخيفاً في هذا الصدد”.
وأوضح التقرير: “يتعلق الأمر بكل من الجزائر (134)، حيث تتراجع حرية الصحافة بشكل مثير للقلق بينما أصبحت الاعتقالات تطال الصحفيين بشكل معتاد؛ والمغرب (135)، حيث لا يزال ثلاثة من أبرز رموز الصحافة قابعين في السجن رغم كل الضغوط؛ ثم ليبيا ( 143) والسودان (151)، حيث يرى المراقبون ومراسلونا أن الصحافة الحرة أصبحت منعدمة في كلا البلدين”.
ويبدو الوضع أقل خطورة في موريتانيا (97) ، حيث مكنت المرحلة الديمقراطية الاستثنائية بين عامي 2005 و2008 من إلغاء تجريم جُنح الصحافة وتخفيف الإطار القانوني القمعي.
الشرق الأوسط في خطر
يقول التقرير: “لا يزال الشرق الأوسط بعيداً كل البعد من أن يكون مرتعاً مثالياً لممارسة مهنة الصحافة. ففي عام 2021، شهدت المنطقة مقتل العديد من الفاعلين الإعلاميين أثناء تغطية الأحداث الجارية على الميدان، بينما اغتيل آخرون عمداً بسبب عملهم، كما هو حال الصحفي والمحلل السياسي لقمان سليم، الذي عُثر عليه ميتاً بالقرب من سيارته في لبنان (130)”.
ويضيف التقرير: ” هذا وقد تواصلت محنة الصحفيين الفلسطينيين، الذين دفعوا ثمناً باهظاً مرة أخرى خلال التوترات التي شهدتها القدس في مايو/أيار 2021، ثم خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، حيث قُتل صحفيان على إثر الغارات الجوية. وفي أماكن أخرى من المنطقة، ولا تزال السعودية (166) من بين أسوأ السجون بالنسبة للصحفيين على الصعيد العالمي، إلى جانب مصر (168)”.
وقد جاءت سوريا في المرتبة (171)، تلتها فلسطين (170)، وبقي اليمن في نفس مركزه (169)، أما الكويت فقد تراجعت بشكل كبير، فبعدما كانت في المرتبة (105) أصبحت الآن في المرتبة (158)، في حين تراجعت تونس إلى المركز 94 ، بعد أن كانت في المرتبة 73 العام الماضي، بينما حلت إسرائيل في المرتبة (86)
أما الكويت فقد تراجعت بشكل كبير، فبعدما كانت في المرتبة (105) أصبحت الآن في المرتبة (158)، في حين تراجعت تونس إلى المركز 94 ، بعد أن كانت في المرتبة 73 العام الماضي، بينما حلت إسرائيل في المرتبة (86)
وبحسب مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي يقيم ظروف ممارسة الصحافة في 180 دولة ومنطقة، شهد عام 2022 آثاراً كارثية لفوضى المعلومات التي تركّزت بشكل أساسي على انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ولم تسلم المجتمعات الديمقراطية من هذا الواقع، خصوصاً مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ورأت المنظمة أن غزو روسيا (155) لأوكرانيا (106) يعتبر المثال الأوضح على غياب التناسق هذا، إذ “تم الإعداد للغزو بواسطة حرب دعائية شنتها روسيا”.
كيف تقيمون وضع حرية الصحافة في الدول العربية؟
ما أسباب احتلال الدول العربية مراتب متأخرة في هذا التقرير؟
كيف يمكن حماية الصحفيين من أي مخاطر؟
هل يسمح وجود خطر ما يهدد الدول بتقييد حرية الصحافة كما يقول البعض؟
bbc News