تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة سنويا في 3 أيار/مايو من كل عام، ويصادف احتفال هذا العام اﻟذﻛرى اﻟﺛﻼﺛﯾن لليوم العالمي لحرية الصحافة.
وتتزامن ذكرى العام الحالي مع استمرار القتال الذي يشهده السودان حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي.
ومع احتدام القتال، تم إجلاء بعض المراسلين الصحفيين الأجانب من السودان خلال الأيام الماضية خوفا على حياتهم.
وقد حذرت نقابة الصحفيين السودانيين من إمكانية تعرض الصحفيين والإعلاميين الموجودين داخل البلاد للخطر، وذلك بعد رصدها خطابات تحريضية متداولة على الإنترنت، من مسؤولين عسكريين ومواطنين ضدهم.
وقالت النقابة، في بيان يوم الجمعة 28 ابريل 2023، إن هذا التحريض يتنافى مع القوانين والأخلاق والأعراف المتفق عليها بخصوص حماية الصحفيين.
وأكدت أنها تأخذ التحريض ضد الصحفيات والصحفيين، خاصة من عسكريين على محمل الجد، وتحملهم كامل المسؤولية حال تعرضهم لأي اعتداء.
كما أشار الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الى أن الوضع أصبح أكثر خطورة على الصحفيين فى محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري الذى يشهد معارك شرسة.
من جانبه ناشد الاتحاد العام للصحفيين العرب الأطراف المتحاربة فى السودان عدم استهداف المباني المدنية والمكاتب التي يعمل بها الصحفيون فى الخرطوم، مشيرا إلى أنه تم استهداف مكاتب إعلامية تتبع إحدي الوكالات الصحفية السودانية.
ويخشى مراقبون من أن يتحول السودان إلى بؤرة معتمة إخباريا ومسرحا لانتشار الأخبار الكاذبة والمضللة، وذلك بعد خروج الصحفيين الأجانب وتوقف بث التلفزيون والإذاعة الحكوميتين مع بدء اندلاع المعارك وعدم انتظام بثهما بعد ذلك.
ومن بين التحديات التي تواجه الصحفيين العاملين في السودان، صعوبة الوصول إلى بعض مواقع القتال نتيجة إغلاق عدد من الطرق.
كما أن تلك المواقع قد تكون مكشوفة، الأمر الذي يعرض حياة الصحفيين للخطر وهو ما ترفضه وسائل الإعلام الأجنبية التي تؤثر سلامة صحفييها على أي تغطية أو سبق صحفي.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق عدة من بينها دارفور مواجهات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل سقط فيها مئات القتلى وآلاف الجرحى بعد تعثر المحادثات الرامية إلى صياغة اتفاق سياسي نهائي من بين بنوده دمج قوات الدعم السريع في الجيش وتمهيد الطريق لتشكيل حكومة مدنية جديدة.
وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، مؤكدا أن العالم يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.
وحذر غوتيريش، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، من أن “حرية الصحافة تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم”.
وأشار غوتيريش إلى أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يُستهدفون بصورة مباشرة أثناء قيامهم بعملهم الحيوي، سواء كان ذلك على الإنترنت أم خارج نطاقها.
وأضاف “لقد أصبح تعرضهم للمضايقة والترهيب والاحتجاز والسجن أمورا اعتيادية”.