التغيرات المناخية تقود العالم لتحطيم أرقام قياسية في سجلات الحرارة
بعد أن أجمعت معظم المؤسسات المتخصصة في تتبع المناخ على أن يونيو كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، يواصل الصيف الجاري تحطيم الأرقام القياسية لأعلى درجات الحرارة المسجلة.
وكان الرابع من يوليو الجاري الأكثر حرارة على مستوى العالم قبل أن يتم تجاوزه بسرعة، في الخامس والسادس من الشهر ذاته، ليكون بذلك الأسبوع الأول من يوليو الأعلى حرارة، بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية والوكالة اليابانية للأرصاد الجوية.
وفي الشهر الماضي فقط، تم كسر أو تسجيل ما يقرب من 5 آلاف رقم قياسي فيما يتعلق بالحرارة وهطول الأمطار في الولايات المتحدة، وأكثر من 10 آلاف سجل على المستوى العالمي، وفقا للإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.
وسجلت مدن وبلدات ولاية تكساس لوحدها 369 سجل حرارة قياسي يومي، منذ الأول من يونيو، حسبما نقلته “أسوشيتد برس”.
ومنذ عام 2000، سجلت الولايات المتحدة حوالي ضعفي عدد الأرقام القياسية المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، مقارنة بالأرقام الخاصة بالبرودة.
ومع سيطرة السجلات القياسية للظواهر الجوية المتطرفة على أخبار الصيف الجاري، يؤكد العلماء وأخصائيو المناخ أن كل هذه المؤشرات تقدم لمحة عن “صورة كبيرة”، عنوانها العريض أن “كوكب الأرض يتزايد تدريجيا في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ”.
يقول مدير معهد “غودارد” للدراسات الفضائية التابع لـ”ناسا”، والمسؤول عن سجلات المناخ بالوكالة، غافين شميت، إن “سجلات الحرارة المتوفرة تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويمكننا أن نرى أن هناك تزايدا في درجات الحرارة عقدا بعد عقد”، مضيفا أن “ما يحدث الآن يزيد بالتأكيد من احتمال أن يكون عام 2023، أكثر الأعوام دفئا في السجلات”.
ويكشف المتحدث ذاته أنه كلما زادت المنطقة الجغرافية وزادت المدة التي تُسجّل فيها الأرقام القياسية، زاد احتمال ارتباط هذه التحولات الجديدة بالتغيرات المناخية بشكل عام، وليس فقط بتغير طارئ في أحوال الطقس اليومية”.
ويشير شميت إلى أنه “لم يكن من المرجح أن يكون يونيو الماضي الشهر الأكثر دفئا على الإطلاق لولا التغيرات المناخية”.
ويُتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 46 درجة مئوية في فينيكس بأريزونا (جنوب، غرب) التي تشهد حاليا أطول موجة حر مسجلة، ذلك أن الحرارة فيها تجاوزت الجمعة، 43 درجة مئوية لليوم الثاني والعشرين تواليا.
عن هذه الزيادات القياسية، يقول، كريس فيلد، عالم المناخ بجامعة ستانفورد، الذي شارك في رئاسة تقرير رائد للأمم المتحدة في عام 2012 يحذر من مخاطر تغير المناخ وموجات الطقس المتطرفة: “ليس للمجتمع ما يكفي حقا من المفردات لتوصيل ما يحس به”.
ويجمع علماء مناخ على أن موجات الحرارة طويلة الأمد “دليل ملموس على التغيرات المناخية الناجمة عن عقود من الانبعاثات الغازية الملوثة إلى جانب تأثيرات ظاهرة النينيو”.
ومقابل تتبع العلماء للأرقام والسجلات المتعلقة بالأرقام القياسية المسجلة، يدعو، ريتشارد رود، من جامعة ميشيغان، إلى ضرورة الابتعاد عن “أخبار الإثارة، والبدء فعليا في العمل الشاق”، متمثلا في مواجهة المشكلة”.
ويؤكد رود على الحاجة “للتكيف مع عالم أكثر دفئا والعمل بجدية بشأن خفض الانبعاثات تسبب في طقس أكثر سخونة وتطرفا”.
ووراء الخرائط الحرارية والأرقام القياسية، تشير أسوشيتد برس، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة للصيف الجاري الأرواح؛ إلى حدود الأسبوع الثالث من شهر يوليو، توفي أكثر من 100 شخص بالولايات والمتحدة والهند فقط.
وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن على العالم الاستعداد “لموجات حر أكثر شدة”، في تحذير يتزامن مع موجة حر شديد يعاني منه سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحفيين في جنيف، قال، جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن “شدة هذه الظواهر ستستمر في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لموجات حر أكثر شدة”.