معهد الشرق الأوسط لدراسات الإعلام والسياسة

الاعلام وتأثيره والسياسة الخارجية

0 74

توجد علاقة وثيقة بين الاعلام والسياسة فلا توجد سياسة بدون اعلام ولا اعلام بدون سياسة فحينما توجد الاعلام فلابد من وجود السياسة, فالتاريخ يقدم لنا ادلة واضحة علي صدق هذه المقولة حيث يمكن للاعلام ان يكشف العديد من جوانب العمليات السياسية والتي تحدث في شتي المجتمعات بما يؤدي الي اثراء المعرفة السياسية فالعلاقة بينهما هي علاقة متغيرة وترتبط بالتحولات والتغيرات التي تحدث في الاعلام والسياسة وفي الجوانب المختلفة للحياة في المجتمعات الانسانية فأي تحول في المجال السياسي ولابد وان يكون له اثره علي الاعلام وبالمثل فان التغيرات الاعلامية تؤثر علي السياسة بمستوياتها ومجالاتها المختلفة , ولقد عبر “الموند” في عبارته الشهيرة “كل شئ في السياسة اتصال عن ماهية الادوار والوظائف المتعددة التي تقوم بها وسائل الاتصال في خدمة النظام السياسي لدرجة تجعل من الصعب علي النظم السياسية ان تتعايش من دون الاعتماد علي وسائل الاعلام ,وهكذا فان الاعلام لم تعد ادااة تابعة للعمل السياسي فحسب وانما اصبح يدخل في صميم العمليات السياسية علي المستوي الداخلي والخارجي منذ بدايتها وحتي نهايتها , بعبارة اخري اصبح الاعلام يدخل بالاساس في نسيج العمل السياسي بمستوياته واشكاله المختلفة واصبحت وسائل الاعلام فاعلا اساسياً في المشهد السياسي اذ انها تمتلك قوة سياسية مؤثرة تتركز في قدرته علي تشكيل رؤيتنا للعالم الذي يحيط بنا وفي تشكيل تفكيرنا عن العالم ومما زاد من قوة وسائل الاعلام ان الاحزاب والقوي السياسية وجدت نفسها مجبرة علي تشكيل وسائلها وتصوراتها السياسية بما يتناسب مع وسائل الاعلام المعاصرة الامر الذي كان له تأثيره في المدركات والتصورات الجماهيرية وفي العملية السياسية ذاتها, لذلك فقد ازداد تأثير وسائل وسائل الاعلام في صنع القرارات والسياسات الداخلية والخارجية ,اذ تشهد الايام الحالية مؤشرات بنائية قوية علي تجسيد العلاقة الارتباطية بين الاعلام والسياسة وترسخ في الوقت ذاته مبدأ الاعتماد المتبادل فيما بين البني الاعلامية والبني السياسية في المجتمع كما اشتركت وسائل الاعلام في الحروب النفسية والعسكرية كأداة رئيسية من ادوات المعركة واصبح من يملك الاعلام يملك الغلبة في شتي مجالات الحياة , وفي ظل ما يعيشه العالم حالياُ من تطورات كبيرة وفي مقدمتها الثورة التكنولوجية والاتصالية الواسعة واصبحت هذه العلاقة اكثر وضوحا وقوة ولا سيما ان الانظمة السياسية اعتمدت بشكل كبير علي وسائل الاعلام لتحقيق اهدافها وتنفيذ استراتيجيتها علي الصعيد الداخلي والخارجي وكسب الرأي العام لمصلحتها , كما يعد نظام الاتصال والاعلام الدولي مكوناً اساسيا من مكونات النظام الدولي في عصر العولمة وتمثل السيطرة عليه احد الاهداف الاستراتيجية للقوي الكبري باعتبار ان السيطرة عليه تمثل السيطرة علي احد ادوات الصراع الدولي فضلا علي ان تطورات النظام والاعلام الدولي تعكس التفاعلات والصراعات الدولية في جوانبها المادية والغير مادية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.