معهد الشرق الأوسط لدراسات الإعلام والسياسة

بسبب الحرب على أوكرانيا.. أوروبا تسرع التحول للطاقة المتجددة

0 116

ل تسرع خططها نحو مصادر الطاقة المتجددة

دفع الغزو الروسي لأوكرانيا كثيرا من البلدان إلى تسريع خططها نحو الطاقة النظيفة بعد أن كانت تلك الدول لا تزال تميل إلى الوقود الأحفوري.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن دول عدة، لاسيما في أوروبا، تعمل على تسريع خطط التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية بهدف “التقليل من التعرض لتقلبات إمدادات النفط والغاز من الناحية الجيوسياسية”، بالإضافة إلى تلبية الأهداف المناخية.

وبينما كان القادة الأوروبيون مترددين في فرض عقوبات على إمدادات الطاقة الروسية التي تعتمد عليها القارة بشكل كبير، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاثنين، إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، مستشهدا بأدلة على ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا من قبل القوات الروسية.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، تعرضت أسواق الطاقة إلى صدمة بسبب شح المعروض وزيادة الإقبال مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز بشكل قياسي.

يأتي ذلك بالتزامن مع التضخم المستمر وأزمة سلاسل التوريد العالمية وغيرها من المشاكل المتعلقة بالوباء الذي هدد بالفعل الاقتصاد العالمي. 

وكتب لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك” العملاقة لإدارة الأصول خلال رسالة سنوية للمساهمين: “أعتقد أن الأحداث الأخيرة ستسرع في الواقع التحول نحو مصادر أكثر اخضرارا للطاقة في أجزاء كثيرة من العالم”.

وتمثل أزمة الطاقة العالمية معضلة للقارة الأوروبية التي تعتمد على إمدادات الطاقة الروسية بنسبة 40 بالمئة، لا سيما الغاز الطبيعي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتدفئه المنازل.

وتخطط الولايات المتحدة الآن لتعزيز شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، للوصول لهدف 50 مليار متر مكعب أو أكثر سنويا حتى عام 2030 على الأقل، للمساعدة في تلبية طلب القارة المتزايد على الطاقة التقليدية.

“كل شيء تغير”

على المدى القريب، تميل العديد من البلدان أكثر إلى الوقود الأحفوري، حيث يدخلون في سباق لضمان توفير إمدادات كافية من مصادر غير روسية، بما في ذلك المزيد من الفحم، لضمان قدرتها على تدفئة المنازل ونقل البضائع خلال السنوات القليلة المقبلة.

قالت لويز كينغهام ، رئيسة الأعمال في المملكة المتحدة لشركة النفط العملاقة “بي بي”، “يجب أن يكون مسارا مزدوجا”، في إشارة إلى العمل على المدى القريب لتوفير إمدادات طاقة تقليدية والعمل مع التحول نحو الطاقة النظيفة بشكل أسرع.

وتقول الصحيفة الأميركية إن صدمة الطاقة المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا تختبر عزم الدول على خفض انبعاثات الكربون بسرعة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري بعد أن تعهدت 190 دولة بذلك بموجب اتفاقية باريس للمناخ.

ويهدف الاتفاق الدولي إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن الحالي، مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

في المقابل، أثارت الحرب مناشدات من السياسيين ودعاة حماية البيئة الأوروبيين الذين يرون أن العدوان الروسي ضد أوكرانيا هو أوضح سبب حتى الآن لوقف استخدام الوقود الأحفوري الذي يدعم حكومة الرئيس فلاديمير بوتين ماليا.

وقال نائب رئيس الوزراء البلغاري لسياسة المناخ والبيئة، بوريسلاف ساندوف، “إنهم لا ينتجون الألواح الشمسية أو توربينات الرياح. بدلا من ذلك هم ينتجون الوقود الأحفوري، والذي يتعين علينا التخلص التدريجي منه”.

وخلق الاتجاه الجديد نحو مصادر الطاقة النظيفة فرصا جديدة للشركات والمستثمرين الذين يروجون لحلول الطاقة الخضراء، مثل الملياردير الأسترالي أندرو فورست، رئيس شركة ” فورتسكو فيوتشر اندستريز”.

وقالت الشركة الأسترالية الأسبوع الماضي إنها تتعاون مع مجموعة الطاقة الألمانية “إي أون” لتزويد الهيدروجين الأخضر ليحل محل الغاز الروسي، وهو جهد بمليارات الدولارات لتلبية احتياجات الطاقة الأوروبية بالوقود المصنوع باستخدام المياه وطاقة الرياح والطاقة الشمسية الأسترالية.

وقال فورست: “القادة الذين تحدثت إليهم يقولون إن كل شيء قد تغير”، مردفا أن “ما تبحث عنه العديد من الاقتصادات في جميع أنحاء العالم الآن هو الإسراع في استبدال الوقود الأحفوري الروسي بالكامل”.

الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.