معهد الشرق الأوسط للإعلام والدراسات السياسية يثمن دور الصحافة في يومها العالمي

يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار، وسط تحديات مصيرية، وتحولات بنيوية يمر بها العالم اليوم، يؤدي فيها الإعلام دور المراقب، المواكب، الشاهد، والناقل للأحداث الكبرى.
ويقوم جدل عالمي حول موضوعية الإعلام، ومدى تأثره من عدمه باجندات سياسية، إقتصادية أو إجتماعية – ثقافية، وما قد يترتب عنها من ضغط قد يكون عرضة له، ويحمله على تبديل قناعاته، ومخالفة أبسط قواعد المهنة التي تحتم عليه سلوكاً سويا لجهة ايراد الحقائق بموضوعية، والحفاظ على آداب المهنة، وصون الحرية.

ويتعين على الصحافي والإعلامي أن يضطلع بمهمته بحرفية، وتجرد، وألا يغلب مشاعره الشخصية ومعتقداته الفلسفية والسياسية على مهنيته وحرفيته، وموجبات الحقيقة التي هي الهدف الرئيس الذي ينبغي الذهاب اليه مهما كانت المغامرة شاقة.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة يحيي معهد الشرق الأوسط للإعلام والدراسات السياسية الصحافيين والإعلاميين في مختلف ارجاء العالم.

و‬يؤكد‭ ‬المعهد في بيان صحفي له ‭ ‬تقديره‭ ‬للدور‭ ‬الكبير‭ ‬والمكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الصحافة‭ ‬ ‭ ‬باعتبارها‭ ‬مرآة‭ ‬تعكس‭ ‬مناخ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير.‭

وإذ‭ ‬يشيد‭ ‬المعهد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬بالمستوى‭ ‬المهني‭ ‬الراقي،‭ ‬وروح‭ ‬المسؤولية‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬الحقلين‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي‭
ومساهمتهم‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬التحول‭ ‬الحضاري‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يشهده العالم، تشهده‭ ‬ومواكبة‭ ‬المستجدات‭ ‬العالمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمصداقية‭ ‬والموضوعية‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والأحداث‭ ‬والموضوعات،‭ ‬ليؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬مساندة‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الحامية‭ ‬والداعمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحفيين‭ ‬والمجتمع،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬إيمانه‭ ‬بأهمية‭ ‬حرية‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬مهنيًا،‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والرقمية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم.

في اليوم العالمي لحرية الاعلام ينحني معهد الشرق الأوسط للاعلام والدراسات السياسية إجلالا لشهداء الصحافة والاعلام في العالم عموما.

ويؤكد المعهد أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة يعد محطة مهمة للتأمل فيما انجز وايضا استشراف المستقبل وتحقيق مزيد من المكتسبات في مجال حرية الصحافة, كما انها مناسبة نستذكر من خلالها شهداء الصحافة حول العالم والذين قدموا الكثير لأجل رفع سقف الحرية عاليا.

ويؤكد المعهد أن المجتمعات الحرة والتي تتمتع بصحافة مستقلة وتعددية تعد هي المجتمعات القادرة على مواجهة التحديات التنموية بشكل اكثر كفاءة , مشيرا الى انه كلما تقدمت حرية الصحافة تعزز النمو الاقتصادي في المجتمع.

وذكر المعهد أن الصحفيين يؤدون دورا أساسيا في توفير المعلومات.

وقال “إنهم يقيمون الحقائق ويحققون في أمرها وينشرونها، وهذا ما يضمن قدرة الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة”، مشيرا إلى أن “الصحافة منفعة عامة لا بد لنا من الدفاع عنها ودعمها على هذا الأساس”.

وقال المعهد إن التكنولوجيا الرقمية تواصل إحداث تغييرات جذرية في المشهد الإعلامي في العالم، فقد مكنت من تبادل المعلومات بطريقة لم نعهدها من قبل، فيسرت بذلك انتشار المعلومات الصحفية عبر الحدود، مؤكدة على أنه يتعين علينا جميعا بذل المزيد من الجهود للتصدي للمخاطر التي ينطوي عليها العصر الرقمي واغتنام الفرص التي يتيحها.

ودعا المعهد شركات التكنولوجيا والأوساط الإعلامية وسائر فئات المجتمع المدني، بمناسبة هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، إلى التكاتف من أجل رسم معالم جديدة للمشهد الرقمي الحالي، بما يضمن حماية الصحافة والصحفيين على حد سواء.

ودعا المعهد صانعي القرار إلى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم بألا يبخلوا في المعلومات عن مؤسساتهم وتقديمها للصحافة لان هذه المعلومات هي التي تضع حدا للمهنية الضعيفة ولجنوح البعض الى الفبركة والتخمين , وهي امور تتنافى مع المهنية الاصيلة المطلوبة للصحافة .
كما دعا حاملي الاقلام والعاملين في المؤسسات المهنية الى الاّ يتجاهلوا ولو للحظة واحدة ان الصحافة رسالة وان مهمتها ترقية المجتمع ومواجهة مشكلاته الحقيقية موضحا ان هناك مسألة نلح عليها وهي البعد عن المسائل الشخصية والاعتداء على كرامة الاشخاص , لان ذلك يدخل الصحافة في نفق مظلم .
وبين المعهد ان هناك تباينا هائلا في مستويات الاداء الصحفي داخل البلدان العربية موضحا ان بعضها شهد تغييرات وثورات وانتفاضات وتعيش حالة من الحريات الصحفية والاعلامية ربما تعبر عن مرحلة انتقالية مشيرا الى ان هناك مبالغات صحفية وتصفية حسابات داخل بعض وسائل الاعلام العربية , وهناك استثمار بشكليه الايجابي والسلبي للمناخات الجديدة.

يشار إلى أنه يُحتفَل بـ“اليوم العالمي لحرية الصحافة” في كل عام في 3 من أيار/مايو، بمثابة تذكير للحكومات بـ”ضرورة احترام التزامها حرية الصحافة وكيوم للتفكير بين الإعلاميين/ات بقضايا حرية الصحافة والأخلاق المهنية. وعلى القدر نفسه من الأهمية، فإن اليوم العالمي لحرية الصحافة هو يوم لدعم وسائل الإعلام التي تستهدف تقييد حرية الصحافة أو إلغائها. وهو أيضاً يوم لإحياء ذكرى الصحافيين/ات الذين فقدوا حياتهم في السعي وراء الخير”.

وأعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة “اليوم العالمي لحرية الصحافة” عام 1993 عقب التوصية التي تبنتها الدورة الـ26 للمؤتمر العام لليونسكو عام 1991.

وكان هذا، بدوره، استجابة لدعوة الصحافيين الأفارقة الذين أصدروا في عام 1991 “إعلان ويندهوك” التاريخي على التعددية الإعلامية والاستقلالية.

Comments (0)
Add Comment