مجموعات صحفية كثيرة على فيسبوك رفعت شعار التشبيك بين الصحفيات وتطوير مهاراتهن من خلال عقد ورش تدريبية لهن بمشاركة خبراء ومتخصصين في مجالات متنوعة، وتزويدهن بأهم الأدوات والتقنيات التكنولوجية التي تساعدهن في تطوير أنفسهن، وإرشادهن لأهم المنح الصحفية التي تقدمها الجامعات والمؤسسات العربية والدولية، رغبة من مؤسسي هذه “الجروبات” في دفع الصحفيات قدمًا، لا سيما في العالم الرقمي الذي يتطلب سرعة اللحاق بالتطورات التكنولوجية وتوظيفها في القصص الصحفية.
في هذا السياق، تتصفح معكم “شبكة الصحفيين الدوليين” عينة من المجموعات على “فيسبوك” التي تجمع صحفيات ساعيات نحو تطوير أدواتهن، وتبادل الفرص والخبرات والمعارف فيما بينهن، ومن الأمثلة على هذه المجموعات: “مدرسة المناخ Climate School”، ومجموعة “الصحفيات لبعضيها Supportive Female Journalists”، و”اتحاد إعلاميات مصر Union of Media Women in Egypt”.
رحمة ضياء، هي صحفية مستقلة دفعها شغفها لصحافة “البيئة والتغير المناخي”، وساعدها صحفيون وصحفيات في تدشين مجموعة “مدرسة المناخ Climate School”، وقد تحدثت لـ”شبكة الصحفيين الدوليين” عن الهدف من إنشاء “المجموعة” والخدمات المتنوعة التي تقدّمها للصحفيين والصحفيات.
تقول ضياء: “تهدف المجموعة إلى مساعدة الصحفيين بشكل عام في تطوير أدائهم المهني في موضوعات صحافة البيئة والتغير المناخي، حيث نقدم تدريبات مجانية عن أساسيات صحافة البيئة والمناخ، كما أشارك مع زملائي الفرص مع الصحفيين العرب على المستوى المحلي، والإقليمي، والتدريبات، والمنح، ومؤخرًا قمنا بتنظيم مسابقة لطلاب الجامعات من أجل تشجيعهم على كتابة موضوعات عن البيئة وتغير المناخ، وفاز 3 طلاب، كما قمنا بنشر روابط قصصهم على صفحة المجموعة”.
تستكمل ضياء حديثها قائلةً: “نقدّم من خلال (مدرسة المناخ) فرصاً متنوعة للتشبيك مع المؤسسات، مثل اختيار 3 صحفيات للمشاركة في برنامج تدريبي مجاني عقدته مؤسسة “اتحاد إعلاميات مصر” لمدة 3 أشهر لإنتاج أفلام وثائقية عن قضايا البيئة”. وأشارت إلى أن الظواهر المناخية بدأت تتفاقم في المجتمعات العربية بشكل كبير، وبدأنا نشعر بتأثيرها علينا بشكل كبير، وبالتالي يجب تسليط الضوء على هذه النوعية من الموضوعات في الصحافة لرفع الوعي المجتمعي ولكي تكون هناك حلول سريعة للتكيف والتخفيف من تأثيرات التغير المناخي على مجتمعاتنا العربية.
وقدّمت الصحفية مجموعة من النصائح للصحفيين الذين يريدون التخصص في موضوعات “صحافة البيئة والتغير المناخي” وذلك على النحو التالي:
-اختيار زاوية محددة في معالجة موضوعات البيئة وربطها بقصة إنسانية، أي أنه لا يجب إعداد موضوع فضفاض عن “ندرة المياه والتغير المناخي”، أو “الجندر وعلاقته بتغير المناخ”، فيجب أن تكون الزاوية محددة وأن تكون التفاصيل شيقة للقارئ.
-توظيف رسوم الإنفوجرافيك في القصص الصحفية المتعلقة بالتغير المناخي، واستخدام الخرائط لتوصيل المعلومات بشكل جذاب للقراء.
-تبسيط المعلومات العلمية وشرحها للقراء.
-تدعيم الموضوعات العلمية بدراسات وإحصائيات من مؤسسات ومراكز بحثية مرموقة.
-الاستعانة بآراء المتخصصين والعلماء في المجال الذي يدور عنه الموضوع الصحفي.
-الاطلاع على ما تنشره المواقع المتخصصة في التغير المناخي سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
– قراءة البحوث المنشورة في الدوريات العالمية للإلمام بأبعاد الموضوع قبل بدء العمل به.
-متابعة الأخبار التي تنشرها المراكز البحثية الآتية: “مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة” التابع لوزارة الزراعة، و”المركز القومي للبحوث”، و”مركز بحوث الصحراء”، و”مركز البحوث الزراعية”.
وتختتم ضياء حديثها قائلة: “تواجه الصحفيات تحديات كثيرة في عملهن وهذا يتطلب منهن خلق فرص عمل أكبر من التي توفرها لهن مؤسساتهن المحلية، كما أنهن في حاجة ماسة إلى تعلُم مهارات جديدة لكي تساعدهن في تقديم محتوى متميز، فمثلاً عليهن تعزيز المحتوى الصحفي بالفيديوهات، والإنفوجرافيك، وغيرها من الأشكال البصرية التي تجذب القراء، فضلاً عن إجادة لغة أجنبية بجانب لغتهن الأم للتمكّن من المشاركة في الفرص الدولية، وأن تكون لديهن نسخات مترجمة من أعمالهن الصحفية للمشاركة في المسابقات الدولية، ولإيصال أصواتهن لكافة أنحاء العالم”.
انطلاقاً من خبرتها في مجال التدريب والعمل الصحفي، فكّرت نهى لملوم في أهمية إنشاء منصة تجمع الصحفيات لدعمهن ومساعدتهن في العثور على أخبار الفرص، والتدريبات، والمسابقات الصحفية وذلك بدلاً من مجموعات “واتسآب” التي كانت تؤسسها في أعقاب كل ورشة تدريبية تعقدها للصحفيات، ولاقت الفكرة استحسان الكثيرات.
تحدثت “شبكة الصحفيين الدوليين” مع لملوم وهي صحفية ومدربة دولية على السلامة المهنية والأمان الرقمي بالاتحاد الدولي للصحفيين IFJ، وقالت: “إنّ فكرة المجموعة بدأت عام 2018 وقد اعتمدنا طريقة الهاشتاج لسهولة الوصول للمعلومة في الجروب، كما نتحرى الدقة في نشر الوظائف، ويتسع الجروب للصحفيات من جميع الدول العربية، مما ساعدنا في اتساع نطاق تبادل الفرص المتعلقة بالمنح الدراسية، والمؤتمرات الإعلامية الدولية”.
وفي السياق نفسه، تحدثت صفاء عبد الحميد، المديرة التنفيذية لـ”اتحاد إعلاميات مصر” التي أطلقت الاتحاد منذ سبع سنوات لكثرة التحديات التي تواجهها الصحفيات، لا سيما اللواتي يقمن في المحافظات، حيث قد تجد الكثيرات صعوبة في العثور على فرص عمل مناسبة أو دورات تدريبية. وقالت عبد الحميد لـ”شبكة الصحفيين الدوليين”: “نهدف إلى توفير منصة غير هادفة للربح لدعم الإعلاميات في مصر، وندعو الإعلاميين للعمل معنا سواء كمدربين متطوعين أو متدربين بالورش حتى استطعنا تدريب مئات الصحفيين والصحفيات، وطلاب كليات الإعلام من مختلف المحافظات، وقد فازت مؤسسة “اتحاد إعلاميات مصر” في عام 2015 بجائزة أفضل فكرة رائدة من مؤسسة BMW foundation بألمانيا”.
شبكة الصحفيين الدوليين