تناقش صحف عربية التأثير المتوقع لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للشرق الأوسط في منتصف يوليو/تموز المقبل ولقائه لأول مرة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويرى كُتاب أن زيارة بايدن للرياض تعكس تغيّر نهج الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة من خلال “ترميم علاقاتها مع الدول المحورية” وعلى رأسها السعودية.
“هرولة أمريكية” تجاه السعودية
تتوقع عهدية السيد في صحيفة الاتحاد الإماراتية أن تعمل الولايات المتحدة على “الاستدارة في سياساتها الخارجية تجاه دول الاعتدال العربي، بعد أن أصابها التوتر خلال الشهور الماضية بسبب سوء تعامل واشنطن مع ملفات المنطقة”.
وترى الكاتبة أن واشنطن “لم تدرك إلا متأخراً ازدهار العلاقات العربية مع دول محورية مثل الصين وروسيا، مما يعكس سياسة عربية متوازنة بين الشرق والغرب”.
تقول عهدية إن إدارة بايدن تحاول “ترميم علاقاتها مع الدول العربية المحورية، عبر العودة إلى إرث الرئيس السابق ترامب”.
وترى هدى رزق في موقع الميادين الإلكتروني أن الزيارة “تعكس تغيير بايدن نهجه تجاه المنطقة وقادة المملكة من خلال الموافقة على زيادة إنتاج النفط، مما قد يساعد في ضبط أسعار الطاقة العالمية المرتفعة، وفي تمديد الهدنة في اليمن”.
وتشير هدى إلى أنه بالنسبة للرياض وأبو ظبي “لا تقتصر المشكلة على الموقف من روسيا وحسب، بل تتعلّق بصورة رئيسية بشكوك متزايدة لدى الحلفاء بالخليج في مستقبل الالتزام التاريخي بأمن المنطقة”.
وترى الكاتبة أن “الحرب الروسية الأوكرانية غيّرت حسابات واشنطن واستعداداتها، وأجبرتها على مراجعة سياستها في المنطقة من أجل ضمان استقرار بلادها”.
ويقول محمد أبو الحسن في صحيفة النهار العربي اللبنانية إن الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط “دفعت واشنطن إلى تملّق السعودية وتأكيد التزامها بأمن المنطقة”.
ويرى أبو الحسن أن “ذلك لا يعطي النهج السياسي الأمريكي إزاء الخليج طابع الاستدامة، بل هو أقرب للاستغلال”.
ويشير الكاتب إلى أن الرياض “تتعاطى بإيجابية مع الهرولة الأمريكية تجاهها، لما تمثله من أهمية استراتيجية لا بديل منها حتى اللحظة”.
ويتابع بالقول: “تتصرف الرياض من موقع قوة، وتترك الباب مفتوحاً لكل الساعين إليها، في عالم لم يعد محكوماً بسياسة القطب الواحد”.
ويرى أبو الحسن أن “بروز قوى عالمية جديدة على الساحة الدولية يسمح للرياض بتشبيك علاقاتها بما يتناسب مع مصالحها، ويعطيها مساحة من القدرة على اللعب على التباينات بينها”.
ويردف قائلا: “يرحب السعوديون بالعودة الأمريكية إلى الحضن الخليجي أو العكس، ولو مرحلياً، لأن ذلك يلبي ضرورات أمنية واحتياجات تسليحية وإعادة فتح ملفات النووي الإيراني مع واشنطن”.
ويخلص الكاتب إلى أن “الرياض ترتاح أكثر إلى الإدارات الأمريكية ‘الجمهورية’ من الديموقراطية””.
انتصار “بالضربة القاضية”
يقول عبدالوهاب القحطاني في صحيفة اليوم السعودية إن علاقات المملكة مع الولايات المتحدة “تتأرجح في فترات إدارة الديمقراطيين”، لكنه مع ذلك يتوقع أن تعود تلك العلاقات إلى ما كانت عليه بعد نهاية فترة بايدن إذا كسب الرئاسة مرشح جمهوري أو رئيس ديمقراطي معتدل.
ويرى القحطاني أن الزيارة “قد تكون فرصة مناسبة لأن تطوي الصفحة السابقة من العلاقات المتوترة” لأن الرياض “حليف استراتيجي للولايات المتحدة مهما تباينت وجهات نظر الطرفين حول قضايا ساخنة”.
وتقول الصحيفة نفسها في افتتاحيتها إن زيارة بايدن ولقاءه قادة السعودية “يعكس استشعار قيادَتي البلدين حجم التحديات المشتركة وأهمية رفع التنسيق إلى أعلى مستوياته”.
وتقول صحيفة الرأي الكويتية إن السعودية “انتصرت بالضربة القاضية” على بايدن “الذي جاء مستجديًا المساعدة والعون لإنقاذ إدارته قبل الانتخابات النصفية، بعدما تسببت سياسته بأعظم أزمة غذائية ونفطية لم يعرفها العالم منذ عقود”.
ويحاول هاني الظاهري في صحيفة عكاظ السعودية تفسير معنى “هذه الزيارة المهمة بعد كل الحملات الإعلامية الشرسة التي أطلقها إعلام اليسار الأمريكي ضد السعودية طوال أربع سنوات”.
ويتساءل الظاهري: “ألم يكن موقف الإدارة الأمريكية الحالية يبدو بارداً تجاه العلاقات مع السعودية وملتبساً (شيئا ما) استناداً إلى التصريحات الانتخابية التي سبقت فوز بايدن بالرئاسة؟”
ويقول ناصر قنديل في صحيفة البناء اللبنانية إن زيارة بايدن تأتي “بعد سنوات من التهميش لمكانة السعودية ومعاملتها من الجانب الأمريكي كمحمية مكلفة بضخ النفط في الأسواق وتقديم الأموال لتغطية الحروب الأمريكية، وصولاً لابتزازها في حرب اليمن بتوظيف الحرب في إضعاف محور المقاومة، وتحميل السعودية تبعات استمرارها”.
ويرى قنديل أن بايدن سيعرض على الرياض “أن تقايض استعداده للجلوس مع ولي العهد، بأن تكون كيس رمل يتلقى الضربات بالنيابة عن واشنطن، في ثلاثة حروب فاشلة تخوضها إدارة بايدن – حرب ضد روسيا، وحرب ضد إيران، وحرب لتعويم ‘إسرائيل'”.