ذكر تقرير صحفي أن السلطات الإيرانية أوقفت ألمانيا في جنوب غرب البلاد، وفيما أعربت باريس عن “قلقها البالغ” بشأن صحة مواطن فرنسي إيرلندي موقوف في إيران، استنكر خبراء أمميون الاعتقال “التعسّفي” لمواطن بلجيكي.
أفادت صحيفة “جام جام” المرتبطة بالتلفزيون الرسمي الإيراني على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء (17 يناير/كانون الثاني 2023) أنه “تم توقيف مواطن ألماني وهو يلتقط صورا لمنشآت نفطية في مدينة أميديه” جنوب غرب البلاد، من دون تفاصيل إضافية بشأن هويته أو متى تم توقيفه.
وتقع المدينة في محافظة خوزستان الحدودية مع العراق، وتضم أبرز المنشآت وحقول النفط في إيران.
وردا على سؤال لفرانس برس في برلين، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها “أخذت علما بتقارير صحافية إيرانية بهذا الشأن”، وأن سفارتها في طهران “تعمل حاليا للإضاءة على هذه القضية”.
ووفقا للسلطات القضائية الإيرانية، تم اعتقال ما لا يقل عن 40 أجنبيا خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة. واتهمت إيران البعض بالتجسس. ويتهم منتقدون إيران باحتجاز رعايا أجانب كرهائن سياسيين. وتنفي طهران هذه الاتهامات وعادة ما تبرر الاعتقالات بالأمن القومي.
وفي سياق متصل أعربت فرنسا اليوم عن “قلقها البالغ” بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي إيرلندي موقوف منذ تشرين الأول/ أكتوبر في إيران. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن برنار فيلان الإيرلندي الفرنسي، من بين سبعة فرنسيين “محتجزين بشكل تعسفي” في إيران. وأكدت أن وضعه الصحي “هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوافر في مكان احتجازه”، من دون ربط اعتقاله بالحركة الاحتجاجية في إيران.
وقالت كارولين ماسي-فيلان شقيقة برنار فيلان لوكالة فرانس برس الإثنين إن شقيقها بدأ إضراباً عن الشرب، بعدما كان ينفّذ إضراباً عن الطعام منذ مطلع العام. وأوضحت أن أخاها أوقف أثناء “رحلة دراسية”، وأكدت أنه “لم يحاكم” ولكن أوقف بحجة قيامه بدعاية مناهضة للجمهورية الإسلامية.
مواجهة بين بروكسل وطهران
بدورهم، استنكر خبراء أمميّون مستقلّون الثلاثاء الاعتقال “التعسّفي” للبلجيكي أوليفييه فنديكاستيل الذي يعمل في الشأن الإنساني في إيران، ودعوا السلطات إلى “وضع حد لنهج مؤسساتي باتّخاذ الرهائن وإلى الإفراج عن الأجانب الكثر ومزدوجي الجنسية المعتقلين تعسفيا”.
وفي بيان أصدروه، أعرب الخبراء الذين عيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولا يتحدّثون باسم الهيئة، عن اعتقادهم بأن “فانديكاستيل حُرم تعسفيا من حريّته وهو ضحية إخفاء قسري في فترة تشهد اعتقالات”.
وشدد الخبراء في بيانهم على أن فانديكاستيل يتعرّض لـ”سوء المعاملة في الاعتقال ووضعه الصحي حرج”، وأكدوا أنه “بحاجة إلى رعاية وأدوية”، معربين عن قلقهم إزاء وضعه الصحي الجسدي والنفسي.
واندلعت مواجهة بين بروكسل وطهران منذ اعتقال الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، الذي حُكم عليه في بلجيكا عام 2021 بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة التخطيط لهجوم “إرهابي” ضد المعارضة الإيرانية.
وتحتجز إيران الكثير من الرعايا الغربيين، كثر منهم من مزدوجي الجنسية. ويتهم أنصارهم ومنظمات غير حكومية طهران باستخدامهم ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب. وتقول الجمهورية الإسلامية التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة، إن جميع الأجانب محتجزون بموجب قوانينها بينما تؤكد استعدادها لتبادل السجناء.