تعزيز فرص العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين (عمل للمرأة)

القضية

معهد الشرق الأوسط – هيئة الأمم المتحدة للمرأة تواصل التحولات السياسية الصعبة والتحديات الأمنية والتراجع في أسعار النفط والنزاعات الإقليمية الممتدة في إلقاء ثقلها على الآفاق الاقتصادية في منطقة الدول العربية. حيث بلغت نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع إلى أقل من 3%، كما أن التأثر بالوضع الاقتصادي لا يزال مرتفعا، إذ يعيش 53% من السكان على 4.00 دولارات في اليوم أو ما دون ذلك (التقرير السنوي للبنك الدولي، 2016).

وتعد عدم المساواة بين الجنسين في سوق العمل من أكثر تحديات التنمية إلحاحًا التي تواجه المجتمع العالمي، فالنساء أقل حظا من الرجال للمشاركة في سوق العمل وأقل حظا في العثور على وظيفة، وعند الحصول على وظيفة، غالبًا ما تكون النساء عرضة لمختلف المعوقات التي تحول دون تقدمهن. وعلى الرغم من تحقيق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معدلات متكافئة تقريبًا بين الجنسين في الالتحاق بمرحلة التعليم الإعدادي والانخفاض الكبير في معدلات الأمّية لكل من الرجال والنساء، إلاّ أنّ المنطقة قد كافحت من أجل ترجمة ذلك إلى مشاركةٍ متساوية بين الجنسين في القطاع السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ وقد حلّت المنطقة في المرتبة الأخيرة في مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2018، والمرتبة الخامسة، متقدمًة على جنوب آسيا، في مجال المشاركة الاقتصادية.

كما سجلت المنطقة أدنى معدلات مشاركة للنساء في القوى العاملة في العالم، حيث قدرت ب19.7% في عام 2018 مقارنة بـ 73.4 % للرجال (إحصاءات منظمة العمل الدولية، 2018). وبناءً على ذلك، هناك حاجة لمزيد من التقدم في عدد من المجالات لزيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة. ويشمل هذا التحسينات المطلوبة في الأطر التنظيمية القانونية، وتعزيز الوصول إلى التدريب على المهارات المختلفة وإعادة توزيع أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر بين الجنسين (تقليل التكلفة المرتفعة لرعاية الأطفال والمسنين والأعمال المنزلية) وتحسين الوصول إلى ظروف عمل لائقة وضمان تغطية أفضل للنساء من الضمان الاجتماعي (رعاية الطفل والمعاشات التقاعدية) وتعزيز الوصول إلى الموارد (الأرض والممتلكات والأموال)، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

هناك عدد متزايد من البحوث حول قضية العمل من أجل المساواة بين الجنسين حيث أصبح من الضروري والمنطقي تعزيز الحكومات والقطاع الخاص لقضايا المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة، حيث أن تحقيق المساواة هو تحقيق للنمو الاقتصادي. وهناك دراسات في الاقتصاد الكلي تؤكد على أن زيادة مشاركة النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاقتصاد المدفوع على قدم المساواة مع الرجال، سيؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنسبة 47 % على مدى السنوات العشر القادمة، مما يضيف 600 مليار دولار من الأثر الاقتصادي سنويًا و2.7 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025 ( التوقعات الاقتصادية لإفريقيا ومصرف التنمية الإفريقي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2017).

أما بالنسبة لقطاع الأعمال التجارية، فإن منطق المساواة بين الجنسين يعتبر مقنعا، حيث أن التحيز على أساس النوع الاجتماعي يمكن أولًا أن يعوق توظيف أو ترقية أفضل مرشح للمناصب حسب النظر للنوع الاجتماعي؛ ثانياً، تجلب القوى العاملة المتنوعة أفكارًا مختلفة ومجالات أوسع للقيام بأشياء من شأنها تشجيع الابتكار، وبالتالي جعل الأعمال التجارية أكثر ربحية. وفي عصر العولمة حيث قد لا يكون السوق المحلي أو الوطني هو المكان الذي يقع فيه النشاط التجاري، تعد قوة العمل المتنوعة انعكاس لقدرة الشركات على تلبية الاحتياجات المختلفة ومتطلبات السوق المتنوعة من سلع وخدمات.

حلولنا

يشكّل الأمن الاقتصادي أهمية بالغة في تحقيق الرفاه للمرأة عمومًا حيث يُساهم في زيادة التقدم العلمي والصحي والمؤسسي والاستقرار الأُسري ومشاركة المجتمع المحلي لتحقيق التمكين الاقتصادي. حيث تُعد الجهود المبذولة لتوسيع نطاق فرص العمل ونوعها ونوعيتها من الجوانب الضرورية، إلى جانب دعم السياسات والتشريعات المُفضية إليها وضمان توافقها مع الحياة الأُسرية وخاصة المتعلقة برعاية الأمومة والطفولة وكبار السن.

وفي ظلّ هذه الخلفية، وضعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية برنامجًا متعدد الأقطار لتعزيز فرص العمل الإنتاجي واللائق للنساء في مصر والأردن وفلسطين من خلال التصدي للأسباب الهيكلية لأوجه التفاوت التي تواجه المرأة في المنطقة. وبينما يهدف هذا البرنامج إلى التعامل مع القضايا المشتركة عبر البُلدان، فإنه سيعمل كذلك على مراعاة خصوصة السياق الوطني لكل بلد على حدا.

وتمشيًا مع الالتزامات الواردة في أهداف التنمية المستدامة، فإن من شأن هذا البرنامج أن يُساهم في تحقيق الهدف الإنمائي الخامس:”تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات”، والهدف الإنمائي الثامن: ” تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام والعمالة وتوفير العمل اللائق للجميع” علاوة على ذلك ستشمل الاستراتيجيات تعزيز قوانين وسياسات العمل العادلة وإشراك الجهات الفاعلة الحكومية والخاصة والمجتمعية (مع الاهتمام بإشراك الرجال) وتقليل العبء غير المتكافئ لأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر.

وفي هذا السياق سيعمل البرنامج – بمشاركة المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات أصحاب العمل والعمال والمجتمع المدني – على ثلاثة مستويات، الكلي والأوسط والجزئي، لتحقيق نتائج البرنامج الآتية:

  • النتيجة 1: دعم تنفيذ قوانين وسياسات عمل فعّالة مراعية لمنظور النوع الاجتماعي
  • النتيجة 2: دعم وجود قطاع خاص مُراعٍ لمنظور النوع الاجتماعي يستقطب النساء إلى فرص العمل اللائق ويحافظ على بقائهن في العمل وترقّيهن المهني؛
  • النتيجة 3: مجابهة الصور النمطية القائمة على النوع الاجتماعي حول مسؤوليات الرجال والنساء المتعلقة بأعمال الرعاية الأسرية والأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر

تقدم هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية ميّزة نسبية إلى هذا البرنامج: فهيئة الأمم المتحدة للمرأة لها دور ريادي عالمي للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بالإضافة إلى الدعم والأنشطة التنسيقية والتشغيلية والعلاقات الاستراتيجية مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وخاصة الحركات الداعمة لحقوق المرأة، بالإضافة إلى القطاع الخاص من خلال مبادئ تمكين المرأة. أما منظمة العمل الدولية، فتحظى بهيكلية فريدة لتعزيز توفير العمل اللائق لجميع النساء والرجال من خلال معايير العمل الدولية وتعزيز العدالة الاجتماعية بما فيها المساواة بين الجنسين في سوق العمل، وبذلك تقدم الوكالتان معًا خبرات مكثفة على الصعيد العالمي وكذلك على صعيد منطقة الدول العربية.

الدولمصر والأردن وفلسطين
المدة الزمنية2019- 2022 (48 شهرًا)
الوكالات المنفذةهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية
الميزانية13.1 مليون دولار
الجهة/الجهات المانحةالوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي

بيان حقائق

نبذة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة

هيئة الأمم المتحدة للمرأة هي منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتعتبر الهيئة هي النصير العالمي الرئيسي لقضايا المرأة، حيث تم إنشاءها بغرض تعجيل إحراز تقدم فيما يتعلق بتلبية احتياجاتهن على الصعيد العالمي.

نبذة عن منظمة العمل الدولية

منذ عام 1919، عملت منظمة العمل الدولية على إشراك كل من الحكومات ومنظمات العمال وأصحاب العمل من 187 دولة، لوضع معايير العمل ووضع سياسات وبرامج لتعزيز العمل اللائق لجميع النساء والرجال.

نبذة عن الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا)

سيدا هي وكالة إنمائية تعمل نيابة عن البرلمان السويدي والحكومة السويدية بهدف الحد من الفقر في العالم وتساهم سيدا من خلال عملهم معًا ومع الآخرين في تنفيذ سياسة السويد للتنمية العالمية.

Comments (0)
Add Comment